موضوع: السخرية صفة الجهلاء والمنافقين الأربعاء أغسطس 22, 2007 11:09 am
السخرية صفة الجهلاء والمنافقين المُزاح في اللغة هو: المباسطة التي لا تفضي إلى أذى -مادي أو معنوي-، فإذا بلغ المزاح درجة الإيذاء، فإنه «الاستهزاء». [المزاح له ضوابط شرعية إذا فُقدت فإنه يبلغ درجة الإيذاء الذي يدخل في السخرية](1)
والاستهزاء هو: الاستخفاف والسخرية، وهو يعمل على الاستحقار والاستهانة والتنبيه إلى العيوب والنقائص على وجه يضحك منه. وهو يعمد إلى الإيذاء ويورث الأحقاد ويسقط المهابة والوقار. وهو سمة من سمات الجهلاء. يقول الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة: «وإذ قال موسى لقومه: إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين»، فربط صفة الاستهزاء بالجهل، وفي سورة الحجرات يقول المولى عز وجل: «يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون». يقول ابن كثير: المراد من ذلك احتقارهم واستصغارهم والاستهزاء بهم، وهذا حرام، ويعد من صفات المنافقين (انتهى). ويقول الطبري: اللمز باليد والعين واللسان والإشارة، والهمز لا يكون إلا باللسان (انتهى). وقد قال صلى الله عليه وسلم في عقاب المستهزئين بالناس الساخرين منهم: «إن المستهزئين بالناس ليُفتح لأحدهم باب الجنة، فقال: هلم هلم، فيجيئ بكربه وغمه، فإذا جاء أغلق دونه». المزاح له ضوابط شرعية إذا فقدت فإنه يدخل في السخرية والاستهزاء. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمزح وكان الأئمة من بعده يمزحون وفق الضوابط والشروط الشرعية، بل كان بعضهم يعتبر المزاح وفق ضوابطه وفي أوقاته سمة من سمات المروءة. من ضوابط المزاح: ألا يكون فيه شيء من الاستهزاء بالدين، كالاستهزاء بآيات الله أو أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، أو الأئمة والعلماء والقضاة، أو الثوب القصير أو اللحية.. ألا يكون إلا صدقاً، فالمزاح المعتمد على الكذب يُعتبر مخالفاً للقواعد الشرعية، ألا يكون مبنياً على السخرية والاستهزاء بالآخرين باللمز أو التنابز أو الاحتقار، ألا يكون مروعاً، أي فيه تخويف للآخرين. ما يدعونا لكل هذا التوضيح هو الإعلانات عن البرامج الرمضانية التي تعلن عنها القنوات الفضائية، المليئة بالسخرية والاستهزاء بالجنسيات المتعددة، إضافة إلى التطاول على ثقافات مختلفة بدون رادع يوقف هذا الكم من الغل الذي يصيب كل ثقافة مختلفة، بأسلوب الجهلاء والمنافقين حسب تصنيف الشريعة الإسلامية. رجاء نرفعه إلى أصحاب القرار في هذه المحطات، أن يتم تنقيح هذه الأعمال التي تعمد إلى الإساءة والاستخفاف وإلحاق الأذى بالناس، فكلكم شركاء في العمل، وسوف تحاسبون عليه، فالله سبحانه وتعالى يقول في سورة الحجر: «إنا كفيناك المستهزئين»، والمقصود هو الجزاء من جنس العمل في الدنيا والآخرة. مقال الدكتور / انمار حامد مطاوع _________ (1) ما بين معقوفين كان مدرجًا في آية سورة الحجرات، فنقلتُه إلى هنا. (المشرف العام)